المعالم السياحية الأكثر جمالاً في فيينا

فيينا مدينة يغلب عليها الطابع الامبراطوري القديم، إلا انها حديثة أيضاً. لو أنك زرتها، فسوف تكتشف أوجه عديدة للثقافة. فالتاريخ موجود والتقاليد العريقة موضع تقدير.

فيينا الإمبراطورية.. فيينا الحديثة

يشعر زوار المدينة بأنهم محاطون بمزيج رائع من التاريخ والثقافة. فنهر الدانوب والغابات يجعلا من فيينا مدينة مميزة.

 حيث يغمر زوار المدينة مزيج ساحر من التاريخ والثقافة. فنهر الدانوب وغابة فيينا الخضراء التي تطل على الغرب يشكلا قلب المدينة.

بينما المباني التاريخية تحدثنا عن ماضيها المجيد. فقصر شونبرون الرائع وقصر هوفبورغ ينقلا الزوار إلى عصر هابسبورغ، بينما تطل كاتدرائية القديس ستيفن المهيبة على البلدة القديمة.

 ورغم ذلك تعد فيينا مركزا للفن المعاصر. فهي تحتوي على بعض المتاحف مثل متحف تاريخ الفن ومتحف بيلفيدير اللذان يضمان مجموعات فنية مشهورة عالميًا.

وتتضح الحركة المعاصرة بالمدينة في حي المتاحف الذي يعد أحد أكبر المجمعات الثقافية في العالم. والذي يضم عدداً كبيراً من المقاهي التي تشتهر براحتها وتقاليدها الأدبية، حيث يمكنك تجربة سحر وثقافة فيينا عن قرب.

كما يمزج متنزه براتر، ذو العجلة الدوارة الشهيرة، بين الطبيعة والترفيه. مما يجعل الجانب الحديث من فيينا ساحراً بنفس قدر مبانيها الباروكية الفخمة.

في فيينا تلتقي التقاليد والروح المعاصرة، مما يمنح للمدينة فرادتها وتميزها.

إمبراطورية، خالدة، مشرقة

العاصمة فيينا

مدينة فيينا فريدة من نوعها، فبالإضافة لأنها عاصمة النمسا، فهي واحدة من المقاطعات التسع للبلاد. مما يجعها مدينة ومقاطعة مستقلة في الوقت ذاته.

والمدينة التي تقع على نهر الدانوب تعد جسراً رائعاً بين الماضي الإمبراطوري والمدنية الحديثة. فقد حكم آل هابسبورغ هذه المدينة لمدة 650 عاماً ولا تزال آثارهم تميز فيينا حتى اليوم.

يشبه التجول في المدينة رحلة عبر الزمن: من قصر هوفبورغ إلى قصر شونبرون وبلفيدير حيث تحكي المباني الإمبراطورية الرائعة والساحات الباروكية عن الماضي المجيد. وبالأخص في شارع رينغ شتراسه الرائع في فيينا، حيث تنعكس هذه الروعة الإمبراطورية في الواجهات المبهرة للمباني.

ولكن فيينا لا تكتفي بما حققته من إنجازات، بل إنها تتطلع إلى المستقبل أيضاً. فالمدينة تتطور باستمرار وتفاجئ الناس بروائعها المعمارية ومؤسساتها الثقافية الحديثة. ويجتمع الفن الحديث والثقافة المعاصرة في حي المتاحف، في حين يظل التراث الموسيقي للمدينة قائماً في دار الأوبرا ونادي الموسيقى.

فيينا هي مدينة التناقضات: بين التقاليد والحداثة، والعمارة الباروكية والمعاصرة، تتكشف المدينة بكل جوانبها. وبالتالي فإن المدينة لا تقدم لمحة عن الماضي فحسب، بل إنها تنفتح أيضاً بجرأة على المستقبل وذلك في انسجام دائم مع تاريخها الإمبراطوري الغني.

معالم سياحية أخرى في فيينا

كلاسيكية، مبتكرة، ملهمة

المتاحف في فيينا

فيينا وفنها

تعد فيينا موطناً لأكبر مجموعة من لوحات بروغل في العالم كما انها تحتوي على لوحة غوستاف كليمت الشهيرة "القبلة". بالإضافة إلى ذلك فالمدينة تضم أكثر من 100 متحف، من المتحف التقني إلى متحف التاريخ الطبيعي، تلك المجموعة من المتاحف التي تعرض مجموعة من أهم اللوحات المرسومة على مستوى العالم لفنانين مشهورين من جميع العصور.

تقدم فيينا مزيجاً نابضاً بالحياة من الأساليب الفنية، حيث تلتقي الفخامة الباروكية مع البساطة الطليعية، مما يخلق مشهداً فنياً متطوراً باستمرار.

يعرض متحف تاريخ الفن، أحد أكبر وأهم المتاحف في العالم، كنوزاً تعود إلى 7000 عام، من مصر القديمة وحتى القرن الثامن عشر. وتزين روائع تيتيان وفيرونيزي وتينتوريتو قاعاته، كما يمكن للزوار استكشاف كل تفاصيل لوحات بروغل مثل زفاف الفلاح وبرج بابل.

نظرة ثاقبة على غرفة الفنون

تعد غرفة كونستكامر فيينا في متحف تاريخ الفن الأكثر أهمية من نوعها على مستوى العالم. حيث كانت خزائن الفن والفضول في عصري النهضة والباروك عبارة عن مجموعات موسوعية تهدف إلى التقاط المعرفة الكاملة لعصرها. كانت الأشياء النادرة والغريبة وغير العادية ذات قيمة خاصة. من أواخر العصور الوسطى إلى فترة الباروك، جمع أباطرة وأمراء هابسبورغ مواد غريبة، يُعتقد غالباً أنها تتمتع بخصائص سحرية - مثل الأحجار الكريمة وبيض النعام والشعاب المرجانية وأسنان سمك القرش (التي يُعتقد أنها ألسنة التنين). وقد حول الفنانون هذه المنتجات الطبيعية إلى قطع فنية رائعة.

تعرض غرفة الفنون في فيينا حوالي 2200 قطعة رائعة، بما في ذلك العمل الفني ساليريا الشهيرة لبينفينوتو تشيليني، كروماو مادونا، التماثيل البرونزية، الأعمال  العاجية المعقدة، الأواني الحجرية، الساعات الثمينة، الآلات الآلية المعقدة، الأدوات العلمية غير العادية، وأكثر من ذلك بكثير.

المزيد من المتاحف في فيينا

الموسيقى الكلاسيكية في فيينا

فيينا والموسيقى

تتمتع فيينا التي تعد عاصمة الموسيقى العالمية، بتاريخ غني ومجيد. وباعتبارها القلب الموسيقي لإمبراطورية هابسبورغ، كانت المدينة دائمًا مركزاً للملحنين الأسطوريين مثل موتسارت وبيتهوفن وغوستاف مالر، حيث اندمجت التأثيرات من ثقافات الإمبراطورية المتنوعة هنا، مما أدى إلى إنشاء إنجازات موسيقية مشهورة عالمياً.

اليوم، أصبح الاستمتاع بالموسيقى في مكان نشوئها تجربة لا تُنسى، سواء في القاعات الكبرى في نوادي الموسيقى بفيينا أو دار الأوبرا الرائعة. ويستمر هذا التقليد مع أوركسترا فيينا الفيلهارموني، الذي يقدم عروضه منذ أكثر من 180 عاماً.

تجذب المهرجانات الموسيقية والحفلات الموسيقية في فيينا عشاق الموسيقى على مدار العام، حيث تقدم تنوعًا وحيوية لا مثيل لها. تعني زيارة فيينا الانغماس في المشهد الصوتي لأساتذة الموسيقى العظماء والشعور بنبض تراثها الموسيقي.

تُعد حفلة رأس السنة الجديدة التي يقيمها أوركسترا فيينا الفيلهارموني في القاعة الذهبية في نادي الموسيقى حدثاً عالمياً يُحتفل به، حيث تُشير إلى بداية العام الجديد. بفضل صوتياتها الرائعة وهندستها المعمارية الفخمة، توفر القاعة الذهبية المكان المثالي لهذا المشهد الموسيقي. التذاكر مطلوبة بشدة ويتم توزيعها عبر نظام اليانصيب.

المزيد من الأحداث الموسيقية البارزة في فيينا

العمارة في فيينا

فيينا وعمارتها

تتميز فيينا بتنوع مذهل في الأساليب المعمارية، هذا التنوع كافٍ لصنع مفاجآت مستمرة. بالنسبة لأولئك المهتمين باستكشاف مجموعة واسعة من الفترات والتصميمات في المدينة، توجد جولات إرشادية رائعة في كل زاوية.

يجسد مركز أرشيتكتورتسنتروم  الواقع في حي المتاحف، الطابع الفريد لفيينا، حيث لقاء التقليد بالحداثة فتتجاور العمارة الباروكية مع التصاميم المعاصرة. هذا التباين واضح أيضاً في شتيفانس بلاتس وميخائيلر بلاتس حيث تواجه الهياكل القوطية مثل كاتدرائية القديس ستيفن الرؤى الثورية لهاس-هاوس ولوس-هاوس وبالطبع هنالك وبالطبع هناك يوغندشتيل  الأيقوني، الذي ترك بصماته الذهبية على العديد من واجهات فيينا.

اقتحام الحداثة

قبل أكثر من قرن من الزمان، هزت فضيحة فيينا. حيث بنى أدولف لوس (1870-1933)، الذي يُعتبر الآن رائداً في العمارة الحديثة، مبنى لوس-هاوس الرائد مقابل قصر هوفبورغ الإمبراطوري مباشرةً. وقد غضب الإمبراطور فرانز جوزيف الأول من افتقار المبنى إلى الزخارف وتناقضه الصارخ مع الطراز التاريخي المزخرف في ذلك الوقت، وأشار إليه على نحو شهير باسم "البيت بلا حواجب". ورغم الصدمة التي أحدثها مبنى لوس-هاوس في ذلك الوقت، إلا أنه كان دلالة على تحول فيينا نحو الحداثة. وقد ردد الانفصاليون في فيينا صدى هذه الخطوة نحو الابتكار، وهي المجموعة التي رفضت الأسلوب الأكاديمي المحافظ وسعت إلى أفكار فنية جديدة. ويعرض مبناهم التاريخي، الانفصاليون، ومتحف الفنون التطبيقية أعمال أكثر الفنانين المعاصرين تأثيراً في فيينا.

أهم معالم فيينا: كاتدرائية القديس ستيفن

في قلب فيينا تقع كاتدرائية القديس ستيفن، وهي معلم عزيز لدى سكان المدينة. وتعرف الكاتدرائية باسم "ستيفل" وتحتل مكانة خاصة في قلوب أهل فيينا. جرسها المسمى "بومرين" هو ثاني أكبر جرس يتأرجح بحرية في أوروبا ويتدلى عالياً في البرج الشمالي. وفي الداخل، تم تخليد المهندس الرئيسي للكاتدرائية في الحجر من خلال صورة تُعرف باسم "فينسترجوكر" (مراقب النافذة)، وهو يتطلع بفضول ومرح من خلال نافذة حجرية عند قاعدة المنبر القوطي إلى الصحن الكبير.

المزيد من المعالم المعمارية البارزة في فيينا

المروج، الغابات والواحات الحضرية

تجارب الطبيعة في فيينا

تتميز فيينا على مستوى العالم بمساحاتها الخضراء الواسعة وكروم العنب. وتغطي المساحات الخضراء ما يقرب من نصف مساحة المدينة، مع 850 حديقة تدعوك للتنزه، ويوفر الترام سهولة الوصول إلى المناطق الترفيهية. وتُعرف حديقة براتر بفيينا، التي تمتد على مساحة ستة كيلومترات مربعة، باسم "رئة" المدينة.

ولكن ليس فقط الخضرة الوفيرة والهواء النقي هما ما يجعلا بيئة المعيشة في فيينا استثنائية؛ بل يلعب الماء دوراً حاسماً في جودة الحياة فيها. حيث تستفيد المدينة من المياه عالية الجودة التي تنبع من الجبال وتكون ينابيع الماء.

أيضا تمتد جزيرة الدانوب على مسافة 42 كيلومتراً، حيث يأتي البحارة وراكبي الأمواج والسباحين والمجدفين إلى نهر الدانوب القديم للاستمتاع بالأيام المشمسة.

استمتع بالمطاعم المحلية على طول النهر، أو قم برحلات طويلة في الأراضي الرطبة الشاسعة على ضفتي نهر الدانوب.

في وسط المدينة، تعد الأجواء المفعمة بالحيوية على طول قناة الدانوب أبرز المعالم، حيث توجد العديد من بارات الشاطئ الساحرة المفتوحة طوال فصل الصيف.

فيينا.. المدينة الأكثر إخضراراً في العالم

لا مثيل لمدينة فيينا من حيث المساحات الخضراء حيث تم تصنيفها الأولى ضمن أكثر عشرة مدن خضراء في العالم عام 2020، وهي كذلك فعلاً.

رحلة ذات مناظر خلابة إلى كاهلينبيرغ

يبلغ ارتفاع جبل كالينبيرغ 484 متراً، وتقع قمته داخل فيينا في منطقة فينرفالد الخضراء إلى الغرب من المدينة. والمكان له شعبية كبيرة حيث المنظر من هناك مذهل، ويمتد في الأيام الصافية حتى جبل شنيبيرغ.

 وتتميز أعلى نقطة فيه والتي يمكن الوصول إليها في حوالي أربع ساعات سيراً على الأقدام، ببرج مراقبة ستيفانيفارته الذي يبلغ ارتفاعه 22 متراً.

ويتمتع جبل كالينبيرغ بتاريخ غني من الأحداث المهمة مثل حملات تبرع العائلة الإمبراطورية والحصار التركي

في عام 1628، أهدى الإمبراطور فرديناند الثاني الجبل إلى رهبان كامالدوليس، الذين بنوا كنيسة القديس يوسف، التي لا تزال مزاراً حتى اليوم. كما شهد جبل كالينبيرغ الملك سوبياسكي ملك بولندا، الذي قاد جيشه عبره في عام 1683 لإنقاذ فيينا من المحاصرين الأتراك.

مزيد من تجارب الطبيعة في فيينا

نصائح لحماية المناخ

ما الذي يمكن فعله للمساهمة في حماية المناخ عند السفر للعطلات

لنراعي حماية البيئة عندما نكون في إجازة:

ـ السفر من وإلى النمسا بالقطار.

ـ استخدام وسائل النقل العام: مترو الأنفاق، الترام، الحافلات الإقليمية، S-Bahn  أو شبكة الخطوط الحديدية النمساوية.

ـ استعارة دراجات المدينة.

ـ استخدام خدمة تأجير الدراجات في الفنادق.

ـ استخدام زجاجات الشرب القابلة لإعادة التعبئة.

ـ التخلص من النفايات مثل المناديل الورقية والتغليف والزجاجات التي تستخدم لمرة واحدة، وما إلى ذلك بعناية.

ـ تجنب التنظيف اليومي للغرفة وتغيير المناشف.

ـ حجز أماكن إقامة حاصلة على شهادة البيئية.

قد يكون هذا مثيراً للاهتمام أيضاً